أي كانت نتيجة مباراة مانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا .. وأي كان بطل الدوري الإنجليزي هذا الموسم .. على جمهور "الشياطين الحمر" الاحتفال بفريقهم.
ببساطة استطاع أليكس فيرجسون هذا الموسم أن يعيد الفورمة الأوروبية التي ارتبط بها الفريق عام 1999 ثم بدأت في التلاشي مع ارتفاع أعمار جيله الذهبي.
وبعيدا عن عشرات التحليلات التي سترجع هذه العودة إلى صفقات يونايتد الكبرى وتأثير الارتفاع المدهش في مستوى رونالدو هناك سبب لا يمكن إغفاله وهو "كيمياء الفريق".
و"كيمياء الفريق" مصطلح معروف لدى مدربي الألعاب الجماعية في الولايات المتحدة وعلى رأسها البيسبول ويعني مقدار انسجام مجموعة من اللاعبين واتحادهم داخل الملعب لتحقيق هدف معين، وهو عنصر يزيد من قوة أي فريق حتى لو كان أفراده لاعبون لا يملكون قدرات خاصة.
وبدون "كلكعة" كيمياء الفريق هي ما يجعل لاعب يمرر لزميل له دون النظر إليه لثقته التامة في تواجد زميله في المكان والزمان المطلوبين أو يتوقع حركة زميل له خلال الهجمة المرتدة فيمرر له الكرة قبل نصب مصيدة التسلل.
وفي مباراة مانشستر مع برشلونة الأخيرة في دوري أبطال أوروبا كان هذا العنصر واضحا بشدة خصوصا أن لاعبي البارسا يفوقون عناصر الشياطين الحمر فرديا، فميسي أفضل من رونالدو وهنري أفضل من تيفيز وزامبروتا أفضل من هارجريفيز في مركز الظهير الأيمن، لكن كيمياء مانشستر تفوقت أمام فريق لا يملك تناغما من أي نوع بين أفراده.
والجدير بالذكر أن فيرجسون لم يبن فريقا كهذا بين عشية وضحاها بل بدأت هذه العملية تدريجيا منذ موسم 2003-2004 بمجموعة تعاقدات مع شباب منهم رونالدو وأسماء أخرى مثل ديفيد بيليون وإريك دجيمبا دجيمبا، واحتاج الأمر أربعة سنوات كاملة لبناء فريق له هيبته أوروبيا ومحليا بعد سنوات عرجاء شهدت خروجا متكررا أمام أندية بحجم بورتو وبنفيكا البرتغاليين وعدم القدرة على ملاحقة تشيلسي وأرسنال.
| | |
وللأسف الشديد فالمستقبل لن يأتي أبدا يا فينجر |
| | |
|
ولعل اللافت للنظر في تجربة فيرغسون هو مدى الثقة التي يتمتع بها داخل مانشستر يونايتد مما أبقاه في منصبه أكثر من 20 عاما ومنحه فرصة صناعة كيمياء فريقه مع أكثر من جيل، وعلى العكس تماما في تشيلسي تم إقالة مورينيو رغم ما جاء به للفريق وتعرض بنيتيث مدرب ليفربول للتشكيك في قدراته.
وعلى المستوى المحلي لا يوجد في مصر من يعرف معنى هذا المصطلح أومعنى إعطاء المدرب فرصة لتنفيذ أفكاره من خلال الاستقرار والحفاظ على مجموعة لاعبين متجانسة وفي هذا يتساوى الأهلي والزمالك مع أصغر ناد، وهناك قرارات إدارية مأساوية بإقالة المدربين دمرت فرقا ممتازة مثلما حدث مع طه بصري في إنبي ومع محسن صالح في المصري.
مستقبل لن يأتي
وبعيدا عن "كيمياء الفريق" وما تعنيه لمانشستر .. من المحزن بشدة نهاية موسم أرسنال بدون بطولات للموسم الثاني على التوالي، ورغم أني لست من مشجعي ذلك الفريق لكن لا أنكر أنه يقدم أجمل كرة قدم خلال السنوات الأخيرة.
والأكثر إثارة للحزن هو تصريح القدير أرسين فينجر بعد فوزه على ديربي هذا الأسبوع 6-2 والذي قال فيه "المستقبل لنا"، وللأسف الشديد فالمستقبل لن يأتي أبدا يا فينجر.
إدارة أرسنال تفتقد للذكاء في التعامل مع اللاعبين خصوصا في مسألة التعاقدات، كما يرتدي قميص الفريق لاعبون لا يصلحون للعب في دوري أبطال أوروبا، ودكة بدلاء أي فريق بطل يجب أن تضم أسماء أكبر، وعلى من يتناسى هذه الحقيقة تذكر أسماء المدفعجية موسم 2003-2004.